عظماء فى كرة القدم
عندما تسرح بخيالك ويأخذك العشق وتتذكر الزمن الجميل فى كرة القدم وتتذكر كم كانت كرة القدم لعبة رائعة تلعب من أجل المتعة وليس مثل الآن بعد تدخل عالم المال والسياسية فى الكرة. كيف كان هو شعورك عندما ترى دييجو أرماندو مارادونا يحرز هدفا قلما تراه بعد مراواغة لأكثر من نصف الفريق المنافس. كيف هو شعورك عندما ترى زين الدين زيدان وهو يحرز هدفين فى نهائى كأس العالم لتفوز فرنسا بالكأس لأول مرة فى تاريخها الحافل مع كرة القدم.ومن منا لا يتذكر القيصر الألمانى بيكنباور أو لوثر ماتيوس أو العملاق رودى فولر إنه حقا زمن الكرة الجميل. سوف نسرح بالخيال معاً مع بعض المنتخبات والتى كثيرا ما أمتعتنا.
1- المنتخب الهولندى حامل بطولة أوربا 1988.
الطاحونة الهولندية أحد أبرز المنتخبات الأوربية والعالمية والمنتخب الذى قدم إلينا الكثير و الكثير من اللاعبين ولعل أبرزهم هو يوهان كرويف وويليام فان هانجيم أحد أعظم اللاعبين فى حقبة السبعينات والذين قدموا للعالم الكرة الشاملة وهو المفهوم الجديد لكرة القدم وهو أن جميع اللاعبين يهاجمون وجميعهم يدافعون وكان بطل هذه الحقبة هو نجم الأياكس الأسطورة يوهان كرويف. ولكننا سوف نتحدث عن الفريق الوحيد الذى قدم لكرة القدم الهولندية بطولتها الوحيدة هو منتخب عام 1988. كانت هولندا قبلها خسرت نهائين لكأس العالم وبدأ الإحباط يتسرب للهولنديين أن هذا الجيل بالرغم من أنه جيل واعد إلان أنه لن يحقق البطولة (بطولة أوربا عام 1988) كالعادة بعد أن خسروا مباريتهم الإفتتاحية أمام المنتخب السوفيتى. ولكن أبى هذا الجيل الرائع أن يخرج خالى الوفاض من البطولة فمن غير المعقول أن فريق يتكون من رونالد كويمان ورود خوليت وفرانك ريكارد والداهية فان باستين أن يخسر البطولة وبالفعل فى المباراة الثانية يشارك فان باستين بعد أن كان على مقاعد البدلاء فى المباراة الأولى. وتبدأ حفلة الأهدف بالتسجيل هاتريك فى المنتخب الإنجليزى القوى لتفوز هولندا بثلاثية ثم الفوز على على أيرلندا بهدف نظيف. وتأتى المباراة التى ينتظرها الجميع المنتخب الألمانى ضد الطواحين . الهولنديين كان يمنون النفس بالانتقام من الألمان الذين أفقدوهم كأس العالم عام 1974 وبالفعل تحقق لهم ما أرداو عندما استطاعوا الفوز على الألمان بهدفين عن طريق رونالد كويمان وفان باستين. وتأتى المباراة النهائية والجميع يضع يده على قلبه فهى أمام المنتخب السوفيتى الرهيب فى هذا الوقت والذى استطاع الفوز عليهم فى بداية البطولة. فريق يقوده داساييف من أفضل حراس مرمى فى العالم فى هذا الوقت وأمامه كتيبة من المحاربين من الصعب أو من المستحيل. ولكن لم ينسى الجميع أن هولندا تمتلك كنزا هو اللاعب فان باستين وفى بداية الشوط الثانى وعندما كان تشير النتيجة إلى التعادل وكرة مرفوعة عرضيا الى فان باستين والذى وجد نفسه محاصرآ من اللاعبين وفى زواية بعيدة تمام عن المرمى والكل يتوقع انتهاء الهجمة يطلق فان صاروخ عابر للقارات من زواية قاتلة لتسكن شباك حارس السوفيت ويقف من فى الملعب جميعا لا يعرفون ماذا حدث وكيف دخل هذا الهدف من هذه الزواية الصعبة لتفوز هولند بالبطولة الوحيدة فى تاريخها بالهدف الذى ظل كثيرا عالق فى أذهان العالم وأختير كأحد أفضل الأهداف فى التاريخ.
ويكمل المنتخب الهولندى المشوار فى بطولة كأس العالم 90 كفريق مرشح ولكن الأداء لم يرقى للترشيحيات فقد عرف الجميع كيفية إيقاف فان باستين وهى الخشونةالزائدة والضرب المبرح حتى أنه لم يسجل أى هدف فى البطولة مع بعد النجم رود خوليت عن مستواه. وبدأ سقوط المنتخب الهولندى شيئا فشيئا عندما إعتزل فان باستين الكرة بسبب الإصابات ولكن هناك أسطورة أخرى بدأت تخطو خطواتها فى عالم الساحرة المستديرة دينيس بيركامب. والذى قاد منتخب هولندا فى كأس العالم 1998 وكان من أحد أفضل الفرق فى التاريخ كلويفرت وديفيدز – سيدروف – الأخوين دى بوير – زندن – – مارك أوفر مارس. منتخب رائع بحق ولكن كعادة المنتخبات الهولندية تمتعنا ولكنها لا تفوز عندما يأتى الوقت الذى يجب فيه أن تفوز لتحقق البطولات.وتخسر قبل النهائى من البرازيل بركلات الجزاء بعد أقل ما يوصف بأنه ملحمى.
وتختفى الكرة الهولندية ليأتى المنتخب فى عام 2010 بقيادة النفاثة أسرع لاعب فى العالم أرين روبين والمابسترو شنايدر والهداف فان بيرسى ويتأهلون إلى نهائى البطولة أمام الماتادور الأسبانى ولكن تهدر هولندا جميع الفرص وكأنها تأبى أن تفوز بكأس العالم وتخسر هولندا بهدف الرسام الأسبانى إنيستا. وكأن الكرة الهولندية وجدت فقط للإستمتاع وتقديم الكرة الجميلة ولكنها تفتقد فى النهاية إلى ثقة الفوز فى النهائيات.